تعلم علم الفلك و النجوم الاسلامي 

يجب ان تتحلى بالصبر لطلب العلم .. فالمواضبة الدؤبة ستفتح لك بابا من المعرفة لم تكن تدري اهميته سابقا ..

و اليكم المقدمة اولا و فيها : 

هل علم النجوم حرام؟

هل هو علم كاذب ام علم تجريبي ام علم استقرائي؟

ما فائدة علم النجوم في القرن 21 لنا؟

التحريم و اسبابه

نبذة تاريخية

الحضارة السومرية هي اول حضارة بشرية مكتوبة ذكرت علم النجوم بتفاصيل استمرت حتى وصلت الينا و قد استغلوه لتحديد افضل وقت للزراعة و الحصاد و تربية الحيوانات و انشاء العلاقات الاجتماعية و توقي الحروب و الكوارث الكونية مثل الزلازل و القحط و الفيضانات الخ .....

ورث هذا العلم الاكديون (في زمن سيدنا ابراهيم عليه السلام) حيث تفننوا فيه واضافوا له المزيد من الخبرات و جعلوه مناهج تدرس للطلبة الاذكياء ثم انتقل منهم الى الحضارة الفرعونية حيث ابدعوا في تحويره و تطويره و منهجته و ربطه بكل نواحي الحياة الدينية و السياسية و الاجتماعية بشكل ملفت للنظر (في زمن فرعون و سيدنا موسى عليه السلام) ثم انتقل منهم الى الاغريق حيث تفلسفوا فيه و جعلوه حشوا و كلاما سفسطيا ممتزجا بين العلم الاصيل و الوهم و الخيال المضاف له بالاساطير...الخ

ولكن الحضارة الرومانية جعلته مرتبطا بالدين والاصنام و اصبح تعلمه شبه محدود عند الاثرياء و القواد العسكريين و طبعا الاباطرة و السياسيين وكبار التجار.. ثم بدأ ينحصر بيد كهنة المعابد.  و كان من البديهي ان تحذوا باقي الامم حذوهم و ينحصر علم النجوم بيد الكهان و العرافين فقط و طبعا استغله المشعوذون و السحرة و الدجالون و اعوان الملوك و اتباعهم.. و لهذا عندما بعث سيدنا عيسى عليه السلام تنبأ بمولده الكهان المنجمون و حذروا الامبراطور منه و حاول قتل كل المواليد الذكور في ذلك الزمن و لذا كره المسيحيون الاوائل التنجيم فيما بعد سيدنا المسيح حتى تم تحريمه و تجريم من يتعاطاه وينسبون اليه السحر و الشعوذة فخاف الناس و تناقلوا تحريمه في الكنائس.

و عند  العرب في جزيرتهم  حيث تكثر الامية و قلة التعلم الحضاري قد انحصر التنجيم بيد الكهنة و العرافين قطعا و كانت اعدادهم قليلة حيث لكل مجموعة قبائل منجم واحد خبير يلجئون اليه عند الحاجة، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن مراجعة و متابعة الكهان و العرافين و تصديقهم و هذا حق، مع ان علم النجوم كان نقيا صافيا لخدمة البشرية الا ان الاشرار احتكروه و اختطفوه و حازوه اليهم فحرم بسببهم و ليس بسبب العلم ذاته. و الدليل ان العرب في الجزيرة مع الصحابة كانوا يتداولون المعلومات التنجيمية التي توارثوها مع تعديل العقيدة بانها مسخرة بأمر الله و ليس بذاتها و بذا لم ينكر تلك العلوم المتوارثة بينهم احد من اجلاء الصحابة و التابعين بل شددوا على تحريم الكهانة و العرافة و السحر و الدجل و الشعوذة.

 المرزوقي، توفي عام 421 هـ الموافق 1030م

 اذن علم النجوم علم نبيل مثل علم الطب و علم النفس و لا ذنب له ان استغله الكهنة و المبطلون و احتكروه و سخروه لمصالحهم.

مثلا، علم الطب هل هو حرام؟ طبعا لا.. و لكن اذا قام طبيب شرير بوصف ادوية ضارة للمريض لجعله زبونا دائما و يسحب امواله ، فهل هذا يجوز شرعا و هل سلوك هذا الطبيب حلال ام حرام؟

و هذا توضيح و تصريح بان العلم ليس حراما و تعلمه مشروط بالغاية و الهدف منه وهذا ما يحدد هل هو حرام او حلال.

و الان اليكم الاجابة عن تساؤلات احد الاخوة حول علم التنجيم او الابراج

يقول الاخ المهندس د. نبيل العايش:

أخي حاج عماد حفظكم الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو منك قراءة منشوري هذا حول الأبراج الى نهايته لأهميته

لقد خلق الله كل واحد منا بمشيئته في ساعة ويوم وشهر معين معلوم عنده وهو ما ليس لأحد منا نحن البشر يد فيه ولا إرادة ولا إختيار ، ولو قال لنا أحد أن مولدك في ذلك اليوم سيكون المصدر الذي يشكل صفاتك وطباعك وشخصيتك وستترتب عليه الأحداث والظروف التي ستتعرض لها خلال سني حياتك ، فهل سيكون هذا من العدل والإنصاف بحقي أن أكون شقيا أو سعيدا فقط لأنني جئت الى هذه الدنيا في لحظة من الزمن شاء الله أن تكون ؟!!!!

 

و جوابي هو الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: حدَّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق: ((إن أحدكم يُجمَعُ خلقُه في بطن أمِّه أربعين يومًا نطفةً، ثم يكون علقةً مثلَ ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يُرسَلُ الملَكُ، فينفُخُ فيه الروحَ، ويؤمَر بأربع كلمات: بكتبِ رزقِه، وأجَلِه، وعمله، وشقي أو سعيد، فو الذي لا إله غيره، إن أحدكم لَيعملُ بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيَسبق عليه الكتابُ، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخُلها، وإن أحدكم لَيعملُ بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخُلُها))؛ متفق عليه.
اذن كل الصفات هي مواهب من عند الله وان علم توزيع الكواكب ساعة الولادة هي مجرد قراءة ما قسمه الله لكل انسان و كيف اننا سنستطيع ان نربي انفسنا من تجنب الاخلاق الرديئة و تعزيز الصفات الحميدة فيها مصداقا لقوله تعالى:

 وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿7﴾ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿8﴾ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ﴿9﴾ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (سورة الشمس)

اذن ألهم الله كل نفس الصفتين الخيرة و السيئة ساعة الولادة و ما علينا الا تزكيتها بكبحها او تركها بلا رادع.

و قراءة الخارطة الفلكية ساعة الولادة يساعدنا في فهم انفسنا و الاخرين و فهم اسباب سلوكهم و تصرفاتهم العفوية التي نحبها فيهم او نكرهها .

و اما قولك:

 أليس هذا تقولا على الله تعالى الحكم العدل ونسبة الظلم اليه، تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا؟

اي تقول هذا؟ فهوسبحانه يخلقنا كيف و متى واين و يهبنا الصفات كلها و لا اعتراض على حكمه، وكل ما في الامر اننا نقرأ ما كتبه علينا من احتمالات و استقراء و استنتاج من الخارطة الفلكية فقط فأين نسبة الظلم اليه تعالى التي تتهمنا بها؟ هل اذا كنت تدرس اخلاق ابنائك عبر السنين و استطعت ان تستنتج اي منهم سيسلك اي طريق و كيف يتصرف ازاء كل موقف فهل في علمك هذا عن صفات ابنائك فيه نسبة ظلم اليه تعالى؟

لقد كثر المدعون والدجالون والمشعوذون أيامنا هذه الذين يتكلمون في الأبراج والأدهى أن يتكلم فيها ويعتقد بها بعض المتعلمين.

إن من يعتقد بهذا كمن يقول بأن الله خلقني وكتب علي صفات وأجرى علي أحداثا وظروفا لأنني ولدت في اليوم الفلاني ، فلم لم يقدر لي ويخلقني في يوم آخر لأكون أسعد وأفضل حالا؟!!!
نعم للاسف ما زال المشعوذون و الدجالون يستغلون العلم لخداع الناس و التكسب منه ظلما و جهلا ...

و دورنا نحن الباحثون هو استخلاص هذا العلم من بين ايديهم و تشذيبه وجعله نقيا من الشر كما فعل اسلافنا قبل سقوط بغداد مثل البيروني و العشرات غيره.

و اما الذين يتهمون الله بانه خلقهم في وقت ظلمهم فيه فهذا اعتقادهم هم ولا علاقة لمن يقرأ الخارطة الفلكية بما يعتقدون.

و اما بقية الرسالة عن التحريم فقد اجبت في بداية الرد عنها...

أخيرا حاج عماد : من أين اتيت بكونك مختصا في علم الفلك ؟ وهو أصلا تنجيم وليس علم فلك ؟

عزيزي انا ما قلت و لا صرحت و لا ادعيت اني مختص بالفلك بل اقول عن نفسي باحث في العلوم الفلكية و طبعا التنجيم فرع منها حاليا و ان لم يعترف به البعض، و كما تعلم حضرتك ان علم الفلك مشتق اصلا من علم النجوم.

نعم أخي دكتور نبيل .. اتفق معك في جزء و اختلف في آخر..
و جوابي هو ان علم النجوم كان نقيا صافيا لخدمة البشرية الا ان الاشرار احتكروه و اختطفوه و حازوه اليهم فحرّم بسببهم و ليس بسبب العلم ذاته. و الدليل ان العرب في الجزيرة مع الصحابة كانوا يتداولون المعلومات التنجيمية التي توارثوها مع تعديل في اسلوب التعبير عنها لتوافق العقيدة بانها مسخرة بأمر الله و ليس بذاتها و بذا لم ينكر تلك العلوم المتوارثة بينهم احد من اجلاء الصحابة و التابعين بل شددوا على تحريم الكهانة و العرافة و السحر و الدجل و الشعوذة. (وان الاحاديث في هذا الباب قصدها عزل و تحييد الكهان و العرافين و منعهم من ممارسة اي تأثير في المجتمع المسلم و ليس التحريم المطلق لعلم النجوم)
فعلم النجوم يدرس ما وهبه الله لنا ساعة الولادة و الدليل
الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: حدَّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق: ((إن أحدكم يُجمَعُ خلقُه في بطن أمِّه أربعين يومًا نطفةً، ثم يكون علقةً مثلَ ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يُرسَلُ الملَكُ، فينفُخُ فيه الروحَ، ويؤمَر بأربع كلمات: بكتبِ رزقِه، وأجَلِه، وعمله، وشقي أو سعيد، فو الذي لا إله غيره، إن أحدكم لَيعملُ بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيَسبق عليه الكتابُ، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخُلها، وإن أحدكم لَيعملُ بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخُلُها))؛ متفق عليه.
اذن كل الصفات هي مواهب من عند الله وان علم توزيع الكواكب ساعة الولادة هي مجرد قراءة ما قسمه الله لكل انسان و كيف اننا سنستطيع ان نربي انفسنا من تجنب الاخلاق الرديئة و تعزيز الصفات الحميدة فيها مصداقا لقوله تعالى:
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿7﴾ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿8﴾ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ﴿9﴾ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (سورة الشمس)
اذن، ألهم الله كل نفس صفتين الخير و الشر ساعة الولادة و ما علينا الا تزكيتها بكبحها او تركها بلا رادع.
و قراءة الخارطة الفلكية ساعة الولادة يساعدنا في فهم انفسنا و الاخرين و فهم اسباب سلوكهم و تصرفاتهم العفوية التي نحبها فيهم او نكرهها .
نعم للاسف ما زال المشعوذون و الدجالون يستغلون العلم لخداع الناس و التكسب منه ظلما و جهلا ...
و دورنا نحن الباحثون هو استخلاص هذا العلم من بين ايديهم و تشذيبه وجعله نقيا من الشر كما فعل اسلافنا قبل سقوط بغداد مثل البيروني والمؤرخ المرزوقي و العشرات غيرهم.
واخيرا فان نشر العلم الحق المفيد و التحذير من الدجل و الكهانة والعرافة التي استغلت و شوهت علم النجوم واجب شرعي على كل من يعلم و تعلم هذا الفن النبيل..
فليس من العقل و المنطق ان نحرّم علما لمجرد ان شريرا استغله لاضلال الناس، مثلا، علم الطب هل هو حرام؟ طبعا لا.. و لكن اذا قام طبيب شرير بوصف ادوية ضارة للمريض لجعله زبونا دائما و يسحب امواله ، فهل هذا يجوز شرعا و هل سلوك هذا الطبيب حلال ام حرام؟ هل نحرم علم الطب لهذا السبب؟
انت اخي و ثقتي و لك معزة خاصة في نفسي و لو خالفتني في الرأي..لك مني كل الاحترام و التقدير..

عزيز د. نبيل
اما قولك: ((فما علاقة تقسيم الكواكب ساعة الولادة بما سيحدث لكل منا ؟!!! وما أدراك أنت وغيرك بتقسيم الكواكب اصلا ساعة الولادة ؟ فهل هناك مرصد دائم العمل تحت يديك وأيدي من يتعاملون بالكهانة ليرصد ما يحدث كلما ولد مولود في هذه الدنيا؟!!!!!!!!!!!!! وهل يقول عاقل بهذا؟))
فالجواب: نعم الرصد كان منذ الاف السنين و سجلت و دونت حالات وجود الكواكب في الابراج و تأثيراتها على المخلوقات و البحوث الاحصائية المعاصرة تؤكد ذلك و قد اخذت بعض الجامعات في امريكا بتوصيف مناهج علم النفس من خارطة ساعة الولادة بشكل غير مباشر
ثانيا لا يوجد حديث صحيح فيه نهي عن سؤال (المنجم) بل عن العرافة و الكهانة فقط ( وقد شرحت اسباب التحريم في فيديو سابق لي)
ثالثا/ لم لا نعد المنفعة من هذا العلم كمنفعة معرفة منازل القمر والجهات الاربعة في فهم شخصية البشر من ساعة الولادة؟ اي حسب كتاب شرح التوحيد النوع الثاني التيسير؟
و اما قولك/ ((أن تدع ما أدخلت نفسك فيه من طريق الكهانة والعرافة و (الخيرة) ، فالأمر جد وخطير)) فلست كاهنا و لا عرافا ولا فتاح فال و سؤالي لفضيلتكم هل تعرف معنى الكهانة و العرافة؟ و اي منها ينطبق على كلامي في الفيديوهات؟
جزاك الله خيرا على حرصك و نصحك لي و انا ممتن لكم و اقسم لكم اني على علم بالحرام و الحلال في هذا الشأن وقد درست الفقه المتعلق به من كبار العلماء و المراجع...


هل علم النجوم من العلوم الكاذبة Pseudoscience

تعريف العلوم الزائفة  او الكاذبة في القاموس

مجموعة من المعتقدات أو الممارسات التي خطأاً  تُعدُّ بأنها تقوم على اساس علمي. و هذا تعريف لغوي للمصطلح.

 

"و إلَيكم شرحأً لطريقة تفكير المشككين في كيفية التمييز بين العلم الحقيقي والعلم الزائف ،  بما فيها العلوم الاستشارية الجديدة الزائفة  كما يسمونها".

يقولون أنّ العلم الزائف يتكون من بيانات أو معتقدات أو ممارسات تَدّعي أنها علمية وواقعية ولكنها تتعارض مع الطريقة العلمية.

فما هي الطريقة العلمية التي يشيرون اليها؟

اشترط العلماء عددا من المبادئ الأساسية كمعيار لتحديد فيما إذا كانت هذه المعارف او المعلومات أو الطرق أو الممارسات هي فعلا علمية. إذ ينبغي أن تكون نتائج أي تجربة قابلة لتكرارها استنساخا والتحقق منها من قبل باحثين آخرين و بنفس الشروط و عدم وجود تحيز او تحكم في نتائجها و ان تكون العينات عشوائية و غيرها من التفاصيل...

و لكن هل كل نظريات العلوم اليوم تنطبق عليها هذه الشروط؟

الجواب كلا حسب رأي البعض المتشدد إذ أن نظريات فلسفة الفيزياء الكونية تعد من العلوم الكاذبة  بحسب رأيهم المتعصب. بل و ادخلوا علم النفس وعلم الاجتماع و كل العلوم الدينية و غيرها في تلك القائمة. ناهيك عن علوم طب الاعشاب و الطب التكميلي و الطب الغذائي و غيرها في قائمة طويلة كما تشاهدون امامكم.

إن اول استخدام للمصطلح كان في عام 1843 من قبل الفيزيولوجي الفرنسي فرانسوا ماجيندي ، عندما إتّهَمَ علم الفراسة بأنه "علم زائف". ثم جاء بعده من أدخل عشرات العلوم القديمة الاصيلة المُتَوارَثة ضِمْنَ ذلك المصطلح بما فيها علم النجوم الذي أُشتُقَّ منه علم الفلك المعاصر.

نعم، هناك معارف و معلومات كاذبة او مزيفة مثل الخيمياء (وهي مجرد تجارب كيميائية فاشلة غايتها تحويل الرصاص الى فضة أو النحاس الى ذهب) و السيمياء (هي طلاسم و تعاويذ) و هي ليست علما تجريببا و لا حتى استقرائيا. وكذلك تحضير الارواح و غيرها من العرافة و الكهانة، كلها علوم كاذبة زائفة. و يُلْحَقُ بها النظريات العلمية الزائفة بشأن التَفوّق العِرْقِي والإثنية والتي أدّتْ إلى ممارسات عنصرية والإبادة الجماعية لمجموعات من البشر كما فعل هتلر.


والآن، غالبا ما يُسْتَخْدَم مصطلح العلوم الزائفة لتحقير فئة خاصةٍ من الذين يُمارِسونَ فلسفةً فكرية عملية تطبيقيةً في الوقاية و العلاج من الاضرار البيئية، يستهزءون بهم لمجرد أنهم يُخالِفون المألوف الذي تعودوا عليه في القرن العشرين في كليات الطب والعلوم، و وصموا ما يتم تقديمَه من فوائدٍ مؤكدةٍ كعلم زائف بشكل مخادع. ولذلك فإن أولئك الذين يُمارِسون (أو مَنْ يُتـَّهَمون بالعِلْم الزائف) يضطرون كثيرا الى المجادَلة في التوصيف و المبالغة بأنهم على حَقٍ، فيلجؤون الى الافكار  النظرية التي يظنونها علمية ليحتجوا بها فيزيدون الطينَ  بِلَّةً و الامرَ سوءا.

و قد جادل فلاسفة العلم مثل (بول فييرابند) بأن التمييز بين العلم وغير العلم ليس ممكنا ولا مرغوبا فيه. ومن بين القضايا التي يمكن أن تجعل التمييز صعبا هي معدلات التطور المتغيرة بين نظريات وأساليب العلوم المعاصرة من اكتشافات و ابتكارات استجابة للبيانات الجديدة التي يتوصل اليها الباحثون فيتم تعديل او اضافة او الغاء لمعلومات كنا نظنها علمية صادقة.

وعلى نحو مماثل، يقول ريتشارد ماكنالي: (لقد أصبح مصطلح "العلم الزائف" مجرد كلمة طنانة تحريضية لرفض المعارضين لآراء المرء على شكل اللدغات الصوتية الإعلامية) و الصواب هو عندما يقدم رواد الأعمال العلاجية إدعاءات بنجاح اسلوبهم أن نسألهم: كيف نعرف أن تداخلكم العلاجي ينجح للجميع؟ ما هو دليلك؟ بدلا من أن نضيع وقتنا في محاولة تحديد ما إذا كانت تدخلاتهم صادقة إو علوما زائفة.

إن التمييز بين العلم والعلم الزائف بِحِدّةٍ و عُنْفٍ له تداعيات و آثار ضارة في حالة الرعاية الصحية، وشهادات الخبراء، والسياسات البيئية، وتعليم العلوم. و يبدو أنّ الحَكَم الفَصْل بين العِلْم والعِلْم الزائف له آثار فلسفية وسياسية وعلمية. إذْ يجب أنْ يتُمّ التمييز بين الحقائق والنظريات العلمية التجريبية والمعتقدات العلمية الزائفة بحذر، وإلاّ سيؤثر سلباً في تعليم العلوم. فمثلا إنكارُ كلٍ من التغير المناخي، وعلم التنجيم بشكل مطلق،  والطب البديل، والباراسايكولوجي، وعلم الخلْق (أي العلوم الدينية) و جعلها كُلُّها في سَلّةٍ واحدة من الانكار بنفس الدرجة، سيؤدي ذلك الى اختلالٍ في المفاهيم العلمية و البَلْبَلة الفكرية في المجتمع.


لقد اتفق الباحثون و العلماء على ان اول طريق لانشاء بحث او معلومة جديدة يجب ان تتبع الخطوات الآتية:

اولا الملاحظة observation وهي ان ترصد حدوث فعل او سلوك مرتبط بزمان او مكان مع كائن حي و تكراره أكثر من مرة فيسمونها ظاهرةphenomenon   تستوجب التدوين و المتابعة فإن ثبت تكرارها بإيقاع معين Rhythm  ثم إذا درست و نوقشت مع اخرين محايدين و توصلوا الى الملاحظات نفسها واتفقوا على صحة الادعاء بحدوثها كما وصفت سميت فرضية hypothesis حتى اذا راقت للباحثين و قرروا تجربتها عمليا بالشروط التطبيقية التي ذكرناها في بداية هذا التقرير أعلاه و جائت نتائج التحليل الاحصائي مؤكدة للفرضية عندها يسمونها نظرية علمية theory ...

وهذا بالضبط ما تم مع علم النجوم حيث توقف عند الفرضية و صعب تجربتها عمليا لعدم توفر الاجهزة و التقنيات المناسبة لقياس و اختبار قوة التأثير على العينات العشوائية بشكل حيادي، مما ادى الى توقفه عند مرحلة الفرضية، فبقي علما استقرائيا منطقيا فلسفيا بحت.

و الخلاصة انه ليس كل ما يُطلق عليه علم زائف او كاذب نخاف منه و نتركه بلا تمحيص ولا تدقيق لمعرفة صحة هذا الاتهام.


أهم فوائد علم التنجيم هي معرفة الطبيعة النفسية التي جُبِل عليها الناس

فبواسطته يمكننا ان نفهم اسباب تصرفات الناس حولنا ولماذا يختلفون معنا ولماذا لا نتفق معهم و من ثم دراسة كيفية الاصلاح الاجتماعي بين الاهل و الاقارب و طبعا التوافق بين الازواج..

و من فوائده استخدامه لتشخيص الامراض التي لا يعرف لها سببا و المساعدة في استنتاج العلاج الامثل والاقرب للشفاء بإذن الله تعالى