مقتطفات من برنامج برجك و الاعشاب
لماذا برجك هو موقع الشمس في الابراج و ليس كوكبا آخر؟
لماذا اعتمد المنجمون القدماء في العصور الوسطى على قراءة برج الشمس للشخص لمعرفة توقعاته بدلا من رسم الخارطة الفلكية لساعة الولادة له؟
واضح انه كان بسبب صعوبة حساب معادلات الرياضيات الموضع الفلكي لكل عنصر و انه كان يستغرق وقتاً طويلا و هذا لا يتم الا للاثرياء و الامراء او ان يقوم به الهواة لانفسهم و اهليهم، ناهيك ان آلة الاسطرلاب لتحديد زوايا الفلك و استعمالها بدقة لم يكن سهلا توفيره لعامة الناس و لذا اكتفوا بتقديرات و تأثيرات برج الشمس عليهم و بذا ضعفت قيمة العلم عند غالبية الناس بسبب عدم الدقة في تحديد صفات الاشخاص المراد معرفتهم.
وقد أعطى علماء الفلك لكل عنصر فلكي في الخارطة الشخصية نسبة مئوية لتقييم مدى تأثيرها على الشخص المولود في تلك الساعة في ذلك المكان ... و كانت الشمس عند البابليين تشكل 30% من التأثير في الصفات المدروسة عندهم، و توارثتها بقية الحضارات و لذلك اختصروا عملية حساب الخارطة الفلكية لكل شخص لصعوبتها عليهم و اكتفوا بالبرج الشمسي للقياس مع انه غير دقيق و استمروا بذلك حتى بداية عصر الرشيد حيث قام الفلكيون و المنجمون بوضع جداول فلكية لكل كوكب بحساب حركته اليومية وهذا ما يسمى حاليا ephemeris حيث كانوا يحسبونها كل بضعة اعوام و يسمحون بنسخها للناس. فلما وصل عصر الطباعة تم اعتماد توقيت كرنتش في تلك الجداول لكل يوم من العقد لكل المتخصصين. اما في القرن العشرين في الثمانينيات عندما استعمل الكومبيوتر في اجراء الحسابات و بدأت البحوث الاحصائية في مجال علم التنجيم بالظهور وأجريت تجارب ملاحظاتية على عدد كبير من المتطوعين بشكل ملفت للنظر في اوربا و امريكا حتى ان الكثير من النتائج غيرت العديد من المفاهيم القديمة عن قراءة شخصية الانسان و حالاته النفسية و الجسدية و عادت الثقة نسبيا بهذا العلم بين المتخصصين في العلوم النفسانية و الاجتماعية و علم السلوك البشري و غيرها.
ولكن السؤال المهم هل ان تأثير الكواكب في الخارطة الفلكية ساعة الولادة هي كل شيء في حياة الانسان؟
في تقديري ان نسبة تأثير النجوم و الكواكب علينا من الخارطة الفلكية هي حوالي 60% و ان تأثيرات البيئة حوالي 20% و الوراثة حوالي 20% خصوصا الوراثة السايتوبلازمية و الـ epigenetic
ولذلك فإن توقعات الابراج اليومية في وسائط الاعلام (والتي تعتمد على البرج الشمسي فقط) لا تملك من المصداقية سوى 20% فقط او أقل او أكثر حسب توزيع العناصر في الخارطة الفلكية لكل شخص من مواليد تلك الابراج.